2011/01/25

ضوء أحمر


نعايش جميعا مشهد أزدحام المرور ودائما هناك من يتوقف للأنتظار.
يقف الناس للأنتظار مرغمين .... ولكن ذلك نتيجة لأختيارهم سلوك هذا الطريق دون غيره منذ البداية ، وعند بلوغ الضوء الأخضر يبدأ كلا منهم فى السير مرة أخرى دون النظر حوله  أو حتى الندم على مدة الأنتظار ، فقط التفكير فى كيفية الوصول أسرع وتخطى الزحام التالى .
ولمسار حياتنا تشابها كبيرا بأشارة المرور حيث يعبر كل لون من ألوانها عن فترة معينة فى حياتنا فالأحمر هو أزمة والأصفر هو الأستعداد لحلها أو الأستسلام لها و ختاما الأخضر والذى يأتى سواء بالنجاح أو الفشل  .... لا يهم كثيرا ولا يختلف .
انما الأختلاف هنا يتمثل فى ماذا يحدث عندما يظهر اللون الأخضر هل نستكمل من حيث توقفنا ؟؟ أم نعود الى نقطة  البداية وأختيار طريق اخر مع الأمل بأن يكون المسار الصحيح ؟؟.
هناك كثيرا  منا ممن يخطئون مفهوم كلمة تخطى الأزمة أو المشكلة فلا يعنى تخطى شئ  نسيانه أو حتى عدم الأهتمام بمدى تأثيره علينا ، ولكنه يعنى البدء من جديد مع الأعتراف الكامل بالتغيير الذى أحدثه فينا الموقف ، فلا يعقل أن يعود الأنسان لما كان عليه دون أن يظهر حتى وان كان جزءا صغيرا  جديدا من شخصيته لا يعرفها هو ولم يتوقع حتى وجودها بداخله .
ان مشاكلنا او بالأصح أزماتنا تجعلنا نتعرف على أنفسنا بشكل أفضل وبصورة أوضح ولذلك لا يجب علينا محاربة ذلك الشكل الجديد الذى تركتنا عليه بل نتعامل معه كنقطة جديدة للبداية والتعرف على المزيد .

" تجاربنا ليست صراع مع الحياة حول من يفوز ... هى فقط ضوء أحمر يسترعى انتباهنا "