تشعر
بنبضاتها الغير منتظمة مؤخرا كانت تعلل ذلك بسوء تغذية ورغم هذا لم توجه اهتمام
كبيرا لهذه التفاصيل الصغيرة إلى أن أتت تلك الارقام تحسم القضية كاملة .
نظرت
إلى التقرير الطبى بيدها كمن ينظر إلى أحدى الشهادات المدرسية ليعرف نجاحه أو
سقوطه ، وكالعادة لأنها ليست بتلك الصحبة مع كل هذه المصطلحات رغم تكرارها كل ما
استطاعت استجماعه من هذه الأوراق هو إلى أى مدى استطاعت بياناتها الوصول إلى الدرجة
الأدنى أو نجحت فى أن تصل إلى الأعلى .
كان
جسدها الصغير ينهار سريعا تماما كما كانت حياتها هى لم تتعمد ان تهمل صحتها ولا
حتى ألا تدرك مدى خطورة الوضع كما كان يخبرها من حولها.
هى
فقط تمسكت بآخر سبب مقنع بالنسبة إليها لربما جسدى الصغير أراد ان يعبر عن ما لا
أستطيع أنا.
تعرف
هى جيدا وهى فقط ما مرت به مؤخرا وكم من مسافة عبرت لتتمكن من الوصول إلى هذا
الجانب من الحياة ، ربما هو ليس الأمن ولكنه المتواجد.
للحظات
أصبح كل ما يصل إلى مسمعها هو خفيف أوراق الشجر وزحام سيارات ورائحة لتربة مبللة
برذاذ المطر وبسمة تفاؤل تملأ وجهها :(هاهى الطبيعة تساندنى ... لطالما خبرنى المطر بأن كل شئ لازال على
ما يرام).
بعض
الأشخاص يسرعون للأحتماء تحت أقرب مبنى،والبعد الآخر يلهو بقطرات الماء، وبائعون
يلعنون سوءالحظ لضياع بضائعهم بسبب الأمطار الغزيرة ، وبعضهم يبعث لنصفه الآخر
برسالة مضمونها يدفئنى مرورك بذاكرتى .
بالطبع
هى لا تعرف ماذا يكتبون ولا إلى من ، لكنها ذكرى رسالة قديمة.
كان هو
من جعلها تدرك أن الأمطار تضعها فى هذه المكانة لديه أو فوق هذا العرش كما كان
يؤكد دائما .... وبالطبع سيفعل كل من يعشق مثله .
غريبة
هى الحياة تمام كهؤلاء الأشخاص رغم أنه نفس المطر وبنفس الغزارة يهطل فى نفس
المكان ولكن كلا منهم أختار رد الفعل المناسب له .
ذكريات
كثيرة سعيدة وحزينة مرت فى دقيقة لم تكن تسترجعها لتودعها بل لتستمد منها قوة لم
تعد لديها .
(كل ما ياتى من الله فهو خير ) هكذاأختارت أن تكون ردة
فعلها .
سيتحسن كل شئ بمجرد مراقبتها أفكارها لعدة أيام قادمة ، فكما تشعر الروح
يشاركها الجسد .